بحث مدونة التغيير الحضارى

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

يقظة فكر .. بصمة جيل

بعد حضورى لهذا المؤتمر الهام .. حدثت فى مصر أحداث كبيرة متلاحقة شغلتنى كثيراً , ومعى كل الشعب المصرى .. بدءً بأحداث شارع محمد محمود .. مروراً بالإنتخابات البرلمانية وأحداث مجلس الوزراء ومعركة الإنتخابات الرئاسية الرهيبة التى تُوِّجتْ بفوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية , وهو ما كان بمثابة ضربة قاسمة ( وليست قاضية ) لفلول نظام مبارك الفاسد .. 

جزء من محاضرة "بصمة جيل" د.طارق سويدان التى نظتمها حركة "يقظة فكر" بتاريخ 29/10/2011 
عن مشروع التغيير الحضارى

أعود بعد حوالى سنة من غيابى عن أداء واجبى الذى ينبغى أن أؤديه فى منظومة التغيير الحضارى لأمتى .. معترفاً بتقصيرى الشديد تجاه قضية حياتى .. قضية إحياء حضارة الأمة من خلال " مشروع التغيير الحضارى ".

وتحت عنوان " بصمةُ جيل " نَظَّمَت حركة " يقظة فكر " فى التاسع والعشرين من أكتوبر من العام الماضى 2011 , وهى منظمةٌ تعمل على إيقاظ الفكر العربى لتوجيه الأمة نحو استعادة ريادتها , وتُعَدُّ هذه المحاضرة استكمالاً لما بدأته قبل ذلك بعنوان وطنٌ ينهض و جيلٌ يقود ".

وقد ألقى فيها د. طارق سويدان محاضرةً قيِّمةً شاملة عن " مشروع التغيير الحضارى" , وقد عُقِدَت بإحدى قاعات جامعة الأزهر بمدينة نصر , وحضر هذا التجمع المبارك مجموعةٌ من ثوار ليبيا واليمن وإخوةٌ من فلسطين الحبيبة .. حيث أنه من فلسفة توقيت بدء المشروع .. أن ثورات الربيع العربى أوجدت الوقت المناسب لبدء المشروع , وأن شباب الربيع هم خير من يحملونه على عواتقهم.


" لو يسألونى على بلادى "
أنشودة رائعة لطفلة بريئة على هامش المؤتمر

وأنا هنا بصدد استعرض الاطار العام لمشروع التغيير الحضارى وأفكاره وأهدافه من خلال ما جمعته من هذه المحاضرة مضيفاً عليها ما جمعته ولَخَّصْتُهُ مما ذكره د. طارق السويدان فى برنامجه " رياح التغيير " على قناة الرسالة الفضائية ( مع اضافات طفيفة ) ..

ولأنه دائماً ما يتبع منهجاً علمياً فى عمله .. فقد بدأ د. طارق من نقطة البداية الصحيحة لأى عمل جديد وقبل وضع خطة تنفيذ العمل وهى تحديد موقع أمتنا بين الأمم .. أين نحن الآن " الواقع " ؟ واجابة هذا السؤال تشتمل على :

1- الأزمات الرئيسية التى تعانى منها الأمة الإسلامية بشدة وتتركز فى أزمات : السلوك - التخلف - الفاعلية - القيادة - الفكر. 

2- القدرات الأساسية التى تمتلكها الأمة والتى سترتكز عليها بشكلٍ أساسىٍ فى رحلتنا نحو التغيير الحضارى وأهم هذه القدرات هى : العاطفة الشديدة - حب الدين - الرغبة فى العزة - التكاثر السريع - كثرة الشباب ..
وكان من الاحصاءات الهامة للغاية التى عرفتها فى المحاضرة أن نسبة الشباب فى أمتنا الإسلامية تتراوح ما بين 60 : 65 % , بينما نسبتهم فى أوروبا أقل من 30 %  , وهو ما يمثل أحد أهم القدرات الأساسية للأمة من وجهة نظرى.

أما الجانب الثانى فقد تمحور حول سؤالٍ لا يقل أهمية عن سابقه وهو أين نريد أن نصل " الرؤية " ؟ وهو ما ينبغى الوصول إليه وتحقيقه على صعيدين هما :
1- المقومات الحضارية : الإيمانية - التشريعية - الأخلاقية - الجماعية - العلمية.

2- المعايير أو الأهداف التنافسية الإثنى عشر التى اتفقت عليها دول العالم - حتى الآن -  والتى يتم من خلالها قياس مدى تقدم الدول ومدى تخلفها وتحديد ترتيبها فى كل معيارٍ منها وفق تقرير التنافسية الدولى الذى يصدر سنوياً ويشمل 142 دولة .. 
وسنلقى الضوء هنا على هذه المعايير باختصار وهى :

المؤسسات .. وتشمل حقوق الملكية والتملك - استقلال القضاء- الواسطة والمحسوبية - الرشوة - الأموال وهدرها - المنظمات والشركات ....
البنية التحتية .. وهى الخدمات والتجهيزات الأساسية التى يحتاجها المجتمع وتشمل : جودة المواصلات ( الطرق - السكك الحديدية - المطارات ) - وسائل الاتصالات ( الهاتف الأرضى أو الجوال - الانترنت - البرق - البريد ... ) - شبكة الصرف الصحى وتمديدات المياه.
- استقرار الاقتصاد العام ( موازنة الحكومة - التضخم - الدين الحكومى - ..... ).
- الصحة والتعليم الأساسى ( وفيات الأطفال - متوسط الأعمار - الالتحاق بالتعليم - جودة التعليم - ..... ).
- التعليم العالى والتدريب.
- كفاءة سوق البضائع.
- كفاءة سوق العمل ( الموارد البشرية ).
- تميز الأسواق المالية.
- الاستعداد التِقَنى.
- حجم السوق.
- تميز القطاع الخاص.
- الإبداع ( العلمى فقط حتى الآن ).

وننتقل الآن إلى السؤال الثالث وهو ماذا يمنعنا من تحقيق أهدافنا " المعوقات " ؟ وهى تمثل الشرَّ الذى لا بد منه , وهو الجانب الخاص بالمقاومة المتوقعة لعملية التغيير وتنقسم إلى اتجاهين متكاملين وهما :

1- تحديد المقاومة والتى تتمثل فى العناصر الآتية ( أحدها أو جميعها ) :
   - الاستبداد السياسى.
   - الفساد المالى.
   - ضعف التعليم الشرعى.
   - التدخل الخارجى.
   - الاستنزاف فى الصراع مع الكيان الصهيونى.

وقبل الخوض فى كيفية مقاومة هذه المقاومة دعونا نقف أولاً على بعض أسباب مقاومة التغيير ..

أ- أسباب شخصية :
   - الخوف على المصالح المادية والمعنوية.
   - الخوف من تأثير التغيير على العلاقات الشخصية.
   - التشبع باليأس والاحباط.
   - قلة العقل والحمق.
   - العناد.
   - حب الزعامة والصدارة. 

ب- أسباب متعلقة بالمنظمة :
   -  التمسك بالعادات والتقاليد.
   - مجرد معارضة السلطة.
   - التقليد الأعمى للآخرين.
   - تنافس الأقران ( مثل تصارع الأجيال المختلفة ).

ج- أسباب متعلقة بعملية التغيير :
   - عدم المشاركة فى عملية التغيير ( الاستبعاد ).
   - الخوف من عدم القدرة على التكيف.
   - أن يكون الشخص ممن ساهموا فى إنشاء الوضع الحالى .. فلا يرغب فى تغيير ما قام بوضعه.
   - الارتياح للواقع الحالى.
   - عدم الثقة فى عملية التغيير أو فيمن يقوم بها.

د- أسباب متعلقة بنتيجة التغيير :
   - أن يحتوى التغيير على مخاطر واضحة.
   - عدم الاقتناع بالتغيير أصلاً.
   - عدم وجود مبررات أو حجج كافية للقيام بالتغيير.
   - عدم وضوح الرؤية المستقبلية.
   - التكاليف الباهظة .. مادياً وبشرياً.

ومن طرق مقاومة عملية التغيير :
   - مهاجمة الأشخاص القائمين على التغيير.
   - إيجاد المبررات.
   - تأجيل التغيير.
   - التركيز على السلبيات وإغفال الإيجابيات عمداً أو جهلاً.

2- مقاومة المقاومة ولها عدة وسائل منها :
   أ- إزالة الغموض من حول عملية التغيير.
   ب- حفظ وإنقاذ ماء وجه المقاومة.
   ج- تقدير المقاومة وحُسْن التعامل مع القائمين عليها.
   د- إشعار المقاومة بأهميتها.
   ه - عدم التعامل مع المقاومة باعتبارها عدو والالتقاء فى نقاط الاتفاق.
   و- أدر وجه المقاومة للأمام ( أعتقد أن ذلك يكون باعطائها دوراً واشراكها فى عملية التغيير ).

ونأتى أخيراً إلى مرحلة التخطيط " والسؤال الذى يسبقها وتُبنى عليه وهو كيف نصل إلى ما نريد ؟ ..

1- المراحل وتوقيتاتها :

   - مرحلة بلورة الخطة وعلاج الأزمات من خلال مشاريع متنوعة كبداية للدخول فى التنافس المنشود ( فكرية - إعلامية - قيادية - سلوكية - فلسطين ..... ) 2011 : 2015.

   - مرحلة بناء المؤسسات , وتهدف إلى بناء مؤسسات رئيسة فى عدة مجالات منها : ( نشر الحرية السياسية - تطوير التعليم - تطوير الاقتصاد الحر - إحياء الوقف - نظام صحى راق ) 2016 : 2020.

   - مرحلة الدخول فى التنافس المؤسسى .. مؤسسات رئيسة فى : ( البحث العلمى - البيئة - القوة العسكرية - ..... ) 2021 : 2025.

   - مرحلة الدخول فى التنافس الدولى , وتهدف إلى رفع ترتيب الدول العربية والإسلامية فى المعايير التنافسية بمعدل الثلثين عما هو قائمٌ الآن , وتنتهى بتحقيق الحلم الأكبر بتكوين اتحاد كونفدرالى بين بعض الدول الإسلامية يقود الأمة نحو التنافس العالمى وتساهم فى إعادة الحضارة الإسلامية الراشدة .. 2026 : 2030.
    
2- الأدوار والمشاريع .. ويتم فيها التركيز على المشاريع التى تشكل حلولاً لأحد الأزمات الرئيسة أو تساعد على التقدم فى أحد الأهداف التنافسية أو تساعد على تجاوز المعوقات.

كان هذا شرحاً مختصراً لمحتوى مشروع التغيير الحضارى عسى أن يكون دليلاً إلى الخير ينفع الله به .. ولنبدأ فى الانطلاق على بركة الله.

أمتك فى أشد الحاجة إليك .. فلا تبخل على نفسك بدورٍ فى نهضتها.      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أُمَّتك فى أشد الحاجة إليك ..
فلا تبخل على نفسك بدورٍ فى نهضتها