بحث مدونة التغيير الحضارى

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

البداية الصحيحة .. كيف ننتهى إلى نقطة البداية؟ ج2

رابط الجزء الأول

لذا .. فمن أهم عناصر الشراكة الحتمية بين الدولة والمجتمع للنهوض بالجميع على الجانبين الاقتصادى والاجتماعى .. المشروعات الصغيرة التى أصبحت العماد الذى تقوم عليه معظم الإقتصادات المتقدمة .. 



* وبالطبع فإن إنشاء المشروعات - بشكلٍ عام - يحتاج إلى توفير التمويل اللازم ( للأفراد والمؤسسات ) بأكبر تسهيلاتٍ ممكنة لكل من يرغب فى العمل فى إنشاء أو إدارة أو تحسين المشروعات أو فى مجال التدريب والتأهيل ..

* إذن .. فنحن هنا نحتاج إلى تحديد الجهات المُمَولةِ  أولاً , ولذلك عدة صور , ومنها :
  - أن تتبنى الدولة بذاتها أو تشارك القطاع الخاص فى تنفيذ بعض المشروعات.
  - التمويل عن طريق البنوك أو الجهات والمنظمات المانحة.
 - الشراكات بين أصحاب الأعمال وأصحاب الأفكار وأصحاب الجهد فيما بينهم.
 - التمويل الذاتى.

ويتم عمل كل ما سبق فى ضوء تحديد إمكاناتنا المتاحة : المادية و غير المادية , ومنها :

 - مدى توافر المواد الخام و مستلزمات التشغيل الضرورية لتغذية الصناعات التى ستتبناها الدولة أو المؤسسات أو المنشآت التى ستعمل فى مجالٍ ما ( تحديد الثروات الطبيعية التى تمتلكها الدولة - حصر الأماكن التى تتوافر فيها - القدرة وتوافر الامكانات اللازمة لاستخراجها وجدوى ذلك ) 
القدرة على توفير الخامات الضرورية غير المتوافرة لدينا من البلدان الأخرى بحسب : علاقاتنا بها - موقعها الجغرافى بالنسبة لنا - طرق وتكاليف النقل. 
- مدى توافر السيولة النقدية ( لدى الدولة - لدى مجتمع الأعمال - المدخرات ........).
- مدى قدرة البنية التحتية - الموجودة فعلياً - على استيعاب التوسع فى أعمال الصناعة ( طرق - مواصلات - شبكات اتصالات - مرافق المياه والكهرباء - ......) وإمكانية تطويرها ( فى الوقت الحالى - فى المستقبل وفقاً لخطة ) لاستيعاب المزيد من الإستثمارات.
- مدى توافر الأيدى العاملة وتحديدها بدقة ( ماهرة - تحتاج إلى تطوير - تحتاج إلى تدريب ).

* وهذا مع البدء فى خلق ونشر ثقافة الإعتماد على الذات والتوعية بقيمة وأهمية العائد العمل الإنتاجى الحر على الفرد والمجتمع فى آنٍ واحد بدلاً من إنتظار الحكومة , وبعبارةٍ أخرى .. هى عملية زرع فكر وثقافة النهضة والتمهيد لها فى عقلية الإنسان العربى المسلم , ويتم ذلك بالعمل فى اتجاهين متوازيين :

الإعلام ( على المديين القريب والمتوسط ) والذى أثبتت الدراسات الإجتماعية أنه المُشكِّل الأول لقيم المجتمع.
التعليم ( على المدى البعيد ) .. خاصةً فى السن الصغير , حيث أنه أنجع الوسائل لزرع مبادىء الحضارة الإسلامية الجديدة داخل نفوس أولادنا , والتى ستطرح قيماً ساميةً لن يستطيع أعداء الأمة اقتلاعها مهما حاولوا.

ولنتوقف هنا لبرهةٍ للتفكر فى أمرٍ فى غاية الأهمية ..
وهو أنه رغم الأهمية الكبرى لكلٍ من الإعلام والتعليم من أجل تعميم ثقافة العمل الحر ونشر الوعى بقيمة العمل وبضرورة السعى والاجتهاد لتحقيق النهضة لبلادنا باعتباره أصبح مسألة دفاع عن وجودنا فى هذا العالم , ورغم أهمية كل ما ذكرناه إلا أننا لا يمكننا اعتباره الأولوية فى الوقت الحالى .. بل هى دعاماتٌ للحل الذى يمثل الأولوية ( من وجهة نظرى ).

وفى رأيى أن الأولوية الآن هى لعلم التسويق المبنى على أسسٍ علميةٍ سليمة.
والآن .. لنعدْ إلى طريقنا العكسى للوصول إلى نقطة البداية الصحيحة ( كما أتصورها ) ..

* وهنا لا بد أن يتم تدريب الشباب على إنتاج السلع التى تهم الناس , أى المطلوبة فى السوق , وإلا فإن كل المجهودات ستذهب هباءً فى إنتاج سلع لا يحتاج السوق إليها , وذلك بحسن اختيار الفئات المستهدفة للتدريب آخذين فى الاعتبار التوازن بين أولويات المجتمع واحتياجات السوق فى ذات الوقت.

* لذا .. ينبغى أن يتم تحديد الجهات أو الأسواق الطالبة لسلعةٍ أو خدمةٍ ما أولاً , وأحدد من بينها السوق المستهدف .. سواء كان السوق داخلياً أو خارجياً ؟

وأخيراً .. ننتهى إلى نقطة البداية ( من وجهة نظرى ) .. حيث يجب أن يتم تحديد الأسواق المستهدفة بعد دراستها دراسةً وافية .. على الأسس التالية
هذا الجزء مُقتبس من مقال التسويق فى بلادنا )

  1. تحديد الأسواق التى أرغب فى اختراقها بسلعى وخدماتى وأستهدف العمل فيها.
  2. تحديد احتياجات الناس ورغباتهم أولاً..سواءً داخل بلادنا اذا كان المستهدف الأسواق المحلية أو فى دول العالم المختلفة اذا كان المستهف هو التصدير ( وهو بداية عملية التسويق التى تبنى عليها الخطة التسويقية ).
  3. دراسة كل سوق دراسة وافية دقيقة تشمل بيئة العمل فى هذه السوق والعوامل المؤثرة فيها (على سبيل المثال : طبيعة النظام الحاكم , القوانين المنظمة للعمل والاستثمار , السياسة الداخلية والخارجية المتبعة , ثقافة المجتمع , درجة الوعى المجتمعى , درجة الاستقرار الأمنى , إستراتيجيات المنافسين .............).
  4. يأتى ضمن إطار الخطوة السابقة التعرف على مستوى الجودة والمواصفات المطلوبة من السوق المستهدف , لإعداد وتجهيز وتوفير السلع المناسبة لكل سوق.
  5. تحديد الفئات المستهدفة فى كل سوق وفقا لمعايير معينة (حسب: المرحلة العمرية , مستوى التعليم , منطقة جغرافية , متوسط الدخل ,...........). 
  6. وضع الخطة التسويقية المناسبة لكل فئة مستهدفة داخل السوق.

وبعد أن قمنا بتتبع الخطوات بدءً من نقطة البداية التى يتبناها السادة المسؤلون فى بلادنا بطريقة الهندسة العكسية التى برع الصينيون فى استخدامها للتوصل إلى أصل اختراعات الدول المتقدمة , يمكننا أن نتفق على نتيجةٍ واضحة , وهى :

أن تحديد الإمكانات المتاحة والتى يمكن أن تكون متاحة بكل دقة ( الواقع ) هو بمثابة وضع القدم فى الموضع الصحيح لنخطو الخطوة الأولى على الطريق الصحيح ( الخطة ) لبناء النهضتين الإقتصادية والإجتماعية واللتان ستكونان خير معينٍ - بعد الله - فى تحقيق النهضة الشاملة ( الهدف ) بعون الله وفضله.

إن كل ما فات يمكن تحقيقه بمنتهى السهولة واليسر وفى أعوامٍ قليلة , فقط (1) إذا كانت هناك رؤيةٌ واضحةٌ (2) لأناسٍ مخلصين (3) اجتمعوا على تحقيقه (4) مستعينين بالله

إخوتى .. ها قد عرفنا كيف كان تفكير الأنظمة الحاكمة البائدة قبل الثورة , فهل سيتغير تفكيرنا - مع الأنظمة الحاكمة الجديدة - بعد ثوراتنا المباركة ؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أُمَّتك فى أشد الحاجة إليك ..
فلا تبخل على نفسك بدورٍ فى نهضتها